معهد الأدب العربي لجامعة حسيبة بن بوعلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


معهد الأدب العربي لجامعة حسيبة بن بوعلي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التجربة الحربية الجزائرية والرواية ... السيد نجم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زيدان02




المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 08/03/2009

التجربة الحربية الجزائرية والرواية ... السيد نجم Empty
مُساهمةموضوع: التجربة الحربية الجزائرية والرواية ... السيد نجم   التجربة الحربية الجزائرية والرواية ... السيد نجم I_icon_minitimeالجمعة مايو 08, 2009 12:10 pm

مرت الجزائر بتجربة حربية خاصة , تضعها على درجة من الأهمية لا تقل عن التجربة الفلسطينية والمصرية بين مجمل الدول العربية , وليس هذا من باب التفضيل أو المقارنة , إلا أننا نرى أهمية التجربة بشدة شراستها وقوة تأثيرها بين التجارب الحربية العربية عموما .

كان الاحتلال الفرنسي للجزائر في جوهرة وحقيقته , عدوانا على "الهوية" الإسلامية والعربية للشعب الجزائري . يتسم الاستعماري الفرنسي في كافة المناطق التي جثم على أهلها سواء في أفريقيا أو غيرها .. بأنه استعمارا ثقافيا بالدرجة الأولى , بالإضافة إلى المطامع الاستعمارية الأخرى . فباتت الجزائر تتحدث الفرنسية وتعاني من تخلف كل مظاهر التمدين الحديث والخدمات الدنيا الواجب توافرها .. وهيمنت الثقافة الفرنسية . وإن تشابهت الجزائر مع بقية الدول العربية في مواجهاتها مع الاستعمار , والكفاح من أجل التحرر , لكن بدا كفاح الشعب الجزائري أقسى وأشد من أماكن أخرى , حتى لقبت الجزائر بـ "بلد المليون شهيد" .

منذ بدايات الاحتلال الفرنسي , والمقاومة ترسخ بجذورها في طين الجزائر , صحيح عبر الأدب الجزائري وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية (تقريبا) من خلال نزعة إصلاحية أخلاقية , تكسوها غلالة من مفاهيم الدين الحنيف . وكان هذا الفهم المتواضع لدور الأدب يغطي احتياجات البسطاء في الجزائر وما أكثرهم . وكثيرا ما وصفت تلك الفترة (حتى الحرب العالمية الأولى) بالجمود الفني . أما وقد وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها , فظهر فن "الرواية" خجولا كما بالمقارنة بالرواية التي كتبت في الشام ومصر , وربما في تونس والمغرب أيضا . ويجب الإشارة إلى صورتين للرواية في تلك الفترة . صورة الجزائري الذي يكتب أدبا عربيا باللغة الفرنسية , وأدبا لشباب فرنسيين يعيشون في الجزائر ويكتبون بالفرنسية (منهم البير كامى) .

لعل أشهر هؤلاء الجزائريين الذين يروون بالفرنسية: "مولود معمري – مولود فرعون" وغيرهما , وقد أخذ على أعمال ذاك الجيل الآتي :

· أن الرواية تخاطب القارئ بالفرنسية (حيث كانت تطبع وتنشر غالبا).

· عنيت تلك الأعمال بالمكان (عربيا) , سواء داخل الجزائر أو في إحدى البلدان العربية .

· رصدت الروايات العادات والتقاليد وحتى المظاهر الشعبية في المأكل والملبس , بلا دلالة فنية , حتى أن الغرب استقبلها من باب الطرافة والشوق لمعرفة الغريب العجيب .

· كان البعد الاجتماعي لا يحمل هما نقديا , أو أيدلوجية للإصلاح .. فكانت صورة المرأة (مثلا) يعرض بإفاضة مع كل سلبيتها , من أجل شد الانتباه والتشويق .

· لم تخل بعض الأعمال من إبراز ظواهر التفسخ الاجتماعي , في مقابل التقدم الفرنسي .

إجمالا يمكن القول بأن إنتاج تلك الفترة لم يعبر عن هم الناس وأحلامهم , إما لغلبة التأثر بالعملاق الفرنسي , وإما لعدم الثقة في الذات , وإما لتحاشي غضبة المستعمر .

فكان الرأي النقدي حول تلك الأعمال الروائية , والذي كتبه الناقد الفرنسي "جان بومبير" الذي كتب يقول :

" يجب أن نقر بادئ ذي بدء , بشيء مخيب للآمال .. لا يوجد ولم يوجد قط أدب جزائري .. أدب مختص بالجزائر وحدها , أدب يتأكد طابعه بوجود لغة وجنس وأمة جزائرية بمعنى الكلمة "

وبدأ الجهاد المسلح , مات الجزائريون في سبيل التحرر , لتصبح تجربتهم الحربية نبراسا لكل الشعوب , حيث تفرغ جنود الاحتلال لقمع الثوار , بعد أن تخلت فرنسا عن وعدها بالاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية . لم تنفذ فرنسا وعدها ولم يصمت الشعب الجزائري .

ويعتبر عقد الخمسينيات (بداية الثورة) هو زمن فارق بين عهدين , وهو ما تجلى في الأدب والرواية تحديدا .

نشير بداية إلى أدباء "مدرسة 1952".."مولود معمري" الذي نشر في فرنسا رواية "التل المنسي" , ثم رواية "نوم هادىء" عام 1955. أما "مولود فرعون" فقد نشر عام 1954رواية "أيام القبائل".. كما نشر "محمد ديب" ثلاثيته الشهيرة :"الدار الكبيرة"عام 1952, "الحريق" عام1954, ثم "النول" فى عام 1957.

وكلها كتبت بالفرنسية ونشرت بفرنسا .. بصرف النظر عما تم من ترجمة للعربية . بدت تلك الأعمال الأكثر نضجا في تاريخ الرواية الجزائرية .. (والتي بلغت حتى عام 1995م خمس وسبعين رواية - حسب الببليوجرافي التي أعدها د.حمدي السكوت) . وهو ما جعل النقد الفرنسي يستقبل تلك الأعمال بترحيب أكثر عما سبقوهم , فقالوا كتبت الرواية الجزائرية وإن كانت باللغة الفرنسية . وجملة ملامح المقاومة تبدو جلية في تلك الأعمال .

أما المرحلة التالية وهي كتابة الرواية باللغة العربية , فقد برز كل من "الطاهر وطار" وروايته التي يؤرخ بها مولد الرواية الجزائرية الناضجة باللغة العربية .. رواية "اللاز" . ثم "عبد الحميد بن هدوقة " وروايته "ريح الجنوب".

وقد رافقت الأسماء السابقة أسماء : "آسيا جبار" , "أحمد رضا حوحو" , و "رشيد بوجدرة" وغيرهم . وتلتهم أسماء : "أحلام مستغانمى" , "حفناوي زاغر" , و "محمد ساري" وغيرهم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التجربة الحربية الجزائرية والرواية ... السيد نجم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
معهد الأدب العربي لجامعة حسيبة بن بوعلي  :: أدب جزائري-
انتقل الى: